العلة المانعة لصاحب الامر عليه السلام من الظهور

لا علة تمنع من ظهوره إلا خوفه على نفسه من القتل، لانه لو كان غير ذلك لما ساغ له الاستتار، وكان يتحمل المشاق(1) والاذى، فإن منازل الائمة وكذلك الانبياء عليهم السلام إنما تعظم لتحملهم المشاق العظيمة في ذات الله تعالى.
فإن قيل: هلا منع الله من قتله بما يحول بينه وبين من يريد قتله؟.
قلنا: المنع الذي لا ينافي التكليف هو النهي عن خلافه والامر بوجوب اتباعه ونصرته والتزام الانقياد له، وكل ذلك فعله تعالى، وأما الحيلولة بينهم وبينه فإنه ينافي التكليف، وينقض الغرض [به](2)، لان الغرض بالتكليف استحقاق الثواب، والحيلولة ينافي ذلك، وربما كان في الحيلولة والمنع من قتله بالقهر مفسدة للخلق، فلا يحسن من الله فعلها.
وليس هذا كما قال بعض أصحابنا: إنه لا يمتنع أن يكون في ظهوره مفسدة وفي استتاره مصلحة، لان الذي قاله يفسد طريق وجوب الرسالة في كل حال وتطرق(3) القول بأنها تجري مجرى الالطاف التي تتغير بالازمان والاوقات، والقهر

___________________________________
(1) في نسخة " ف " يتحمله من المشاق وكذا في نسختي " أ، م ".
(2) من نسخ " أ، ف، م ".
(3) في البحار ونسخة " ح " يطرق.
(*)

[330]


والحيلولة ليس كذلك، ولا يمتنع أن يقال: [إن](1) في ذلك مفسدة ولا يؤدي إلى إفساد(2) وجوب الرئاسة.
إن قيل(3): أليس آباؤه عليهم السلام كانوا ظاهرين ولم يخافوا ولا صاروا بحيث لا يصل إليهم أحد؟.
قلنا: آباؤه عليهم السلام حالهم بخلاف حاله، لانه كان المعلوم من حال آبائه لسلاطين الوقت وغيرهم أنهم لا يرون الخروج عليهم، ولا يعتقدون أنهم يقومون بالسيف ويزيلون الدول، بل كان المعلوم من حالهم أنهم ينتظرون مهديا لهم، وليس يضر السلطان اعتقاد من يعتقد إمامتهم إذا أمنوهم على مملكتهم(ولم يخافوا جانبهم)(4).
وليس كذلك صاحب الزمان عليه السلام، لان المعلوم منه أنه يقوم بالسيف ويزيل الممالك ويقهر كل سلطان ويبسط العدل ويميت الجور، فمن هذه صفته يخاف جانبه(5) ويتقي فورته، فيتتبع ويرصد، ويوضع العيون عليه، ويعنى به خوفا من وثبته وريبة(6) من تمكنه فيخاف حينئذ ويحوج إلى التحرز والاستظهار، بأن يخفي شخصه(7) عن كل من لا يأمنه من ولي وعدو إلى وقت خروجه.
وأيضا فأبآؤه عليهم السلام إنما ظهروا لانه كان المعلوم أنه لو حدث بهم حادث لكان هناك من يقوم مقامه ويسد مسده من أولادهم، وليس كذلك صاحب الزمان عليه السلام، لان المعلوم أنه ليس بعده من يقوم مقامه قبل

___________________________________
(1) من نسخ " أ، ف، م ".
(2) في البحار ونسخ " أ، ف، م " فساد.
(3) في البحار: فإن قيل.
(4) ليس في البحار، وفي نسخة " ف " خيبتهم وفي نسختي " أ، م " جنبتهم.
(5) في نسخة " ف " خيبته وفي نسختي " أ، م " جنبته.
(6) في الاصل: رهبته.
(7) وفي الاصل: شخص.
(*)

[331]


حضور وقت قيامه بالسيف، فلذلك وجب استتاره وغيبته، وفارق حاله حال آبائه عليهم السلام، وهذا واضح بحمد الله.
فإن قيل: بأي شئ يعلم زوال الخوف وقت ظهوره أبوحي(1) من الله؟ فالامام لا يوحى إليه، أو بعلم ضروري؟ فذلك ينافي التكليف، أو بأمارة توجب عليه الظن؟ ففي ذلك تغرير بالنفس.
قلنا: عن ذلك جوابان: أحدهما أن الله تعالى أعلمه على لسان نبيه صلى الله عليه وآله، وأوقفه عليه من جهة آبائه عليهم السلام زمان غيبته المخوفة، وزمان زوال الخوف عنه، فهو يتبع في ذلك ما شرع له وأوقف(2) عليه، وإنما أخفي ذلك عنا لما فيه من المصلحة، فأما هو فهو عالم(3) به لا يرجع [فيه](4) إلى الظن.
والثاني أنه لا يمتنع أن يغلب على ظنه بقوة الامارات بحسب العادة قوة سلطانه، فيظهر عند ذلك ويكون قد أعلم أنه متى غلب في(5) ظنه كذلك وجب عليه، ويكون الظن شرطا والعمل عنده معلوما، كما نقوله في تنفيذ الحكم عند شهادة الشهود(6)، والعمل على جهات القبلة بحسب الامارات والظنون(7)، وإن كان وجوب التنفيذ للحكم والتوجه إلى القبلة معلومين، وهذا واضح بحمد الله(8).
وقد ورد بهذه الجملة التي ذكرناها أيضا أخبار تعضد ما قلناه، نذكر طرفا

___________________________________
(1) في البحار: أبالوحي.
(2) في نسخ " أ، ف، م " وقف.
(3) في البحار ونسخ " أ، ف، م " فعالم بدل فهو عالم.
(4) من نسخ " أ، ف، م ".
(5) في البحار ونسخة " ف " على ظنه.
(6) راجع الوسائل: 18 / أبواب كيفية الحكم وأحكام الدعوى.
(7) راجع الوسائل: 3 / أبواب القبلة.
(8) من قوله: " لا علة تمنع من ظهوره " إلى هنا في البحار: 52 / 98 - 100.
(*)

[332]


منها ليستأنس به إن شاء الله تعالى.
274 - أخبرني الحسين بن عبيدالله، عن أبي جعفر بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان النيشابوري، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن زرارة قال إن للقائم غيبة قبل ظهوره، قلت [و](1) لم؟ قال: يخاف القتل(2).
275 - وروي أن في صاحب الامر عليه السلام سنة من موسى عليه السلام، قلت وما هي؟ قال: دام خوفه وغيبته مع الولاة إلى أن أذن الله تعالى بنصره(3).
ولمثل ذلك اختفى رسول الله صلى الله عليه وآله في الشعب تارة، وأخرى في الغار، وقعد أمير المؤمنين عليه السلام عن المطالبة بحقه.
276 - وروى سعد بن عبدالله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن عبدالله بن مسكان، عن محمد بن علي الحلبي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إكتتم رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة مستخفيا خائفا خمس سنين، ليس يظهر، وعلي عليه السلام معه وخديجة، ثم أمره الله تعالى أن يصدع بما يؤمر(4)، فظهر وأظهر(5) أمره(6).

___________________________________
(1) من نسخ " أ، ف، م ".
(2) عنه البحار: 52 / 97 ح 20 وفي ص 91 ح 5 عن كمال الدين: 481 ح 9 وعلل الشرائع: 246 ح 9 باسناده عن ابن محبوب وعن الكمال أيضا: 481 ح 7 باسناده عن زرارة وغيبة النعماني: 177 ح 21 - باسناده عن زرارة باختلاف وزيادة - وفي إثبات الهداة: 3 / 487 ح 215 عنها ما عدا غيبة النعماني.
وأخرجه في حلية الابرار: 2 / 589 عن ابن بابويه.
(3) عنه إثبات الهداة: 3 / 509 ح 327.
وهذه الرواية مضمون ما رواه الصدوق(ره) في الكمال: 327 ح 7، وعنه البحار: 51 / 217 ح 6.
(4) في نسخة " ح " تؤمر.
(5) في نسخ " أ، ف، م " ظهر.
(6) عنه البحار: 18 / 176 ح 2 وعن كمال الدين: 344 ح 28 باسناده عن صفوان بن يحيى باختلاف يسير. وأخرجه في البرهان: 2 / 355 ح 1 وحلية الابرار: 1 / 76 عن ابن بابويه.
وفي البرهان المذكور: 356 ح 7 عن تفسير العياشي: 2 / 253 ح 47.

[333]


277 - سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن عبيدالله بن علي الحلبي قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: مكث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة بعدما جاء‌ه الوحي عن الله تعالى ثلاث عشرة سنة، منها ثلاث سنين مستخفيا خائفا لا يظهر حتى أمره الله تعالى أن يصدع بما يؤمر، فأظهر حينئذ الدعوة(1).
278 - وروى أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري، عن محمد بن سنان، عن محمد بن يحيى الخثعمي(2)، عن ضريس الكناسي، عن أبي خالد الكابلي في حديث له اختصرناه قال: سألت أبا جعفر عليه السلام أن يسمي القائم حتى أعرفه باسمه، فقال: يا با خالد ! سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه لحرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة(3).
279 - وروى سعد بن عبدالله، عن جماعة من أصحابنا، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح(4)، عن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول:

___________________________________
(1) عنه البحار: 18 / 177 ح 4 وعن كمال الدين: 344 ح 29 بإسناده عن الحسن بن محبوب.
وأخرجه في البرهان: 2 / 355 ح 2 وحلية الابرار: 1 / 76 عن ابن بابويه.
(2) قال النجاشي: محمد بن يحيى بن سلمان(سليمان)(سليم) الخثعمي أخو المفلس، كوفي، ثقة، روى عن أبي عبدالله عليه السلام له كتاب.
(3) عنه البحار: 52 / 98 ح 21 وإثبات الهداة: 3 / 509 ح 328.
وأخرجه بطوله في البحار: 51 / 31 ح 1 عن غيبة النعماني 288 ح 2 باسناده عن محمد بن سنان.
وهذا الخبر يدل على أنه عليه السلام علم من عند الله تعالى أن الناس لا ينتظرون دولة القائم عليه السلام بل أكثرهم يبغضون شخصه فضلا عن دولته وسلطانه حتى أن في بني فاطمة عليها السلام جماعة لو عرفوه باسمه لقتلوه.
(4) قال النجاشي: خالد بن نجيح الجوان، مولى، كوفي، يكنى أبا عبدالله، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما السلام وعنونه الشيخ والبرقي في رجاليهما.
(*)

[334]


إن للغلام(1) غيبة قبل أن يقوم، قلت ولم؟ قال: يخاف وأومأ بيده إلى بطنه.
ثم قال: يا زرارة وهو المنتظر، وهو الذي يشك الناس في ولادته، منهم من يقول: إذا مات أبوه فلا خلف [له](2)، ومنهم من يقول: هو حمل، ومنهم من يقول: هو غائب، ومنهم من يقول: [ما ولد ومنهم من يقول:](3) قد ولد قبل وفاة أبيه بسنتين، وهو المنتظر غير أن الله تعالى يحب أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون.
قال: فقلت جعلت فداك وإن أدركت ذلك الزمان فأي شئ أعمل؟ فقال: يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان فادع بهذا الدعاء: " اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك " إلى آخره(4).
280 - وروى سليم بن قيس الهلالي، عن جابر بن عبدالله الانصاري وعبدالله بن عباس قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في وصيته لامير

___________________________________
(1) في نسخة " ح " للغلام(للقائم خ ل).
(2) من نسخة " ف ".
(3) من الكمال والبحار.
(4) عنه البحار: 52 / 146 ح 70 وعن كمال الدين: 342 ح 24 بأسانيده الثلاثة عن زرارة وغيبة النعماني: 166 ح 6 - باسناده عن زرارة - وعن الكليني باسناده عن زرارة وباسناده الآخر عن عثمان بن عيسى.
وصدره في إثبات الهداة: 3 / 443 ح 18 عن الكافي: 1 / 337 ح 5 باختلاف يسير وعن كتابنا هذا.
وأخرجه في حلية الابرار: 2 / 590 عن غيبة النعماني والكافي: 1 / 337 ح 5 وفي ص 588 عن الكافي: 1 / 342 ح 29.
وصدره أيضا في الاثبات المذكور: 444 ح 23 عن الكافي: 1 / 338 ح 9 باختلاف يسير.
وفي الاثبات أيضا ص 472 ح 150 عن الكمال إلى قوله عليه السلام " يرتاب المبطلون ".
وأورده في إعلام الورى: 405 عن أحمد بن محمد بن عيسى بن عثمان بن عيسى كما في الكمال.
وله تخريجات أخر تركناها رعاية للاختصار.
(*)

[335]


المؤمنين: يا أخي إن قريشا ستظاهر عليك وتجتمع(1) كلمتهم على ظلمك وقهرك، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك فإن الشهادة من ورائك(2).
وأما ما روي من الاخبار من امتحان الشيعة في حال الغيبة، وصعوبة الامر عليهم، واختبارهم للصبر عليه، فالوجه فيها الاخبار عما يتفق من ذلك من الصعوبة والمشاق، لا أن الله تعالى غيب الامام ليكون ذلك، وكيف يريد الله ذلك، وما ينال المؤمنين من جهة الظالمين ظلم منهم لهم ومعصية، والله تعالى لا يريد ذلك.
بل سبب الغيبة هو الخوف على ما قلناه، وأخبروا بما يتفق في هذه الحال، وما للمؤمن من الثواب على الصبر على ذلك، والتمسك بدينه إلى أن يفرج الله تعالى عنهم(3).
وأنا أذكر طرفا من الاخبار الواردة في هذا المعنى.
281 - أخبرنا الحسين بن عبيدالله، عن أبي جعفر محمد بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس قال: حدثني علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان النيشابوري، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن منصور، عن أبيه قال: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام جماعة نتحدث فالتفت إلينا فقال(4): في أي شئ أنتم؟ أيهات أيهات(5) لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم

___________________________________
(1) في نسخة " ح " وليجتمع.
(2) تقدم في ح 155 مسندا.
(3) عنه البحار: 52 / 100.
(4) في نسخة " ف " قال.
(5) أيهات بمعنى هيهات بقلب الهاء همزة، مثل هراق وأراق، قاله الجوهري، وقال ابن سيدة وعندي أنهما لغتان وليست إحداهما بدلا من الاخرى وشاهد هيهات قول جرير: فهيهات هيهات العقيق وأهله * وهيهات خل بالعقيق نحاوله وشاهد أيهات قول الشاعر: أيهات منك الحياة أيهاتا " عن تاج العروس بمادة الهية "(*)

[336]


حتى تغربلوا، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا [لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى يتمحصوا](1) لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم إلا بعد إياس، لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى يشقى من شقي ويسعد من سعد(2).
282 - وروى سعد بن عبدالله الاشعري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الاصبغ بن نباتة قال: أتيت أمير المؤمنين عليه السلام فوجدته متفكرا(3) ينكت في الارض فقلت: يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا(4) تنكت في الارض؟ أرغبة منك فيها؟.
فقال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط، ولكن فكرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي(5) هو المهدي، الذي يملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون(6).
283 - أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال أبوالحسن عليه السلام: أما

___________________________________
(1) من نسخ " أ، ف، م ".
(2) عنه إثبات الهداة: 3 / 510 ح 329 وفي البحار: 52 / 112 ح 23 عنه وعن غيبة النعماني: 208 ح 16 - باسناده عن محمد بن منصور الصيقل.
وفي منتخب الاثر: 314 ح 1 عن كتابنا هذا وعن كمال الدين: 346 ح 32 - باسناده عن منصور مختصرا نحوه.
وأخرجه في البحار: 52 / 111 ح 20 عن الكمال.
ورواه في الكافي: 1 / 370 ح 6 مثله وح 3 كما في الكمال.
(3، 4) في نسخ " أ، ف، م " مفكرا.
(5) قوله " من ولدي " صفة لمولود لا أنه متعلق بالحادي عشر أي مولود من ولدي من ظهر الحادي عشر من الائمة عليهم السلام.
(6) تقدم في ح 127 مع زيادة في آخره له تخريجات ذكرناها هناك.
(*)

[337]


والله لا يكون الذي تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا أو تمحصوا(1)، حتى لا يبقى منكم إلا الاندر، ثم تلا *(أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم) *(2) ويعلم الصابرين(3).
284 - سعد بن عبدالله، عن الحسين بن عيسى العلوي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع من الائمة فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم عنها أحد.
يا بني إنه لابد لصاحب هذا الامر من غيبة حتى يرجع عن هذا الامر من كان يقول به، إنما هي محنة من الله امتحن(الله تعالى)(4) بها خلقه(5).
285 - أحمد بن إدريس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي نجران، عن عمرو بن مساور، عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إياكم والتنويه(6)، أما والله ليغيبن إمامكم سنين من دهركم، وليمحصن(7) حتى يقال مات قتل(هلك)(8) بأي واد

___________________________________
(1) في البحار: وتمحصوا.
(2) التوبة: 16.
(3) عنه إثبات الهداة: 3 / 510 ح 330 ومنتخب الاثر: 315 ح 4.
وفي البحار: 52 / 113 ح 24 و 25 عنه وعن قرب الاسناد: 162 عن البزنطي، عن الرضا، عن جعفر عليهم السلام نحوه.
وأخرجه في منتخب الانوار المضيئة: 38 عن الخرائج: 3 / 1170 باختلاف.
(4) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(5) عنه البحار: 52 / 113 ح 26.
وتقدم بتمامه في ح 128 وله تخريجات ذكرناها هناك.
(6) وقال في البحار: " التنويه " التشهير، أي لا تشهروا أنفسكم، أو لا تدعوا الناس إلى دينكم، أو لا تشهروا ما نقول لكم من أمر القائم وغيره مما يلزم إخفاؤه عن المخالفين.
(7) " وليمحص " على بناء التفعيل المجهول، من التمحيص، بمعنى الابتلاء والاختيار، ونسبته إليه عليه السلام على المجاز، أو على بناء المجرد المعلوم، من محص الظبي، كمنع إذا عدا، ومحص مني: أي هرب، " وفي بعض نسخ الكافي " على بناء المجهول المخاطب، من التفعيل مؤكدا بالنون، وهو أظهر، وفي غيبة النعماني " وليخملن ".
[وكذا في الكافي] وفي نسخة " ح " ليمحصن(ليخملن خ ل).
(8) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(*)

[338]


سلك، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفأن كما تكفأ السفن بأمواج(1) البحر، فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، وكتب في قلبه الايمان(2) وأيده بروح منه، ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدري أي من أي(3).
قال: فبكيت وقلت: فكيف نصنع فقال: يا با عبدالله - ونظر إلى الشمس داخلة إلى الصفة - قال: فترى هذه الشمس؟ قلت: نعم، قال: والله لامرنا أبين من هذه الشمس(4).

___________________________________
(1) في نسخ " أ، ف، م " في أمواج.
(2) قال في البحار لعل المراد بأخذ الميثاق قبوله يوم أخذ الله ميثاق نبيه وأهل بيته مع ميثاق ربوبيته، كما مر في الاخبار " وكتب في قلبه الايمان " إشارة إلى قوله تعالى: *(لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباء‌هم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه) * - المجادلة: 22 - والروح هو روح الايمان، كما مر.
(3) قال في البحار " مشتبهة " أي على الخلق أو متشابهة يشبه بعضها بعضا ظاهرا " ولا يدري " على بناء المجهول، و " أي " مرفوع به، أي ولا يدري أي منها حق متميزا " من أي " منها هو باطل، فهو تفسير للاشتباه.
وقيل: " أي " مبتدأ و " من أي " خبره، أي كل راية منها لا يعرف كونه من أي جهة من جهة الحق أو من جهة الباطل؟.
وقيل: لا يدري أي رجل من أي راية لتبدو النظام منهم، والاول أظهر.
(4) عنه البحار: 52 / 281 ح 9 وعن كمال الدين: 347 ح 35 - باسناده عن ابن أبي نجران مثله مع الزيادة - وغيبة النعماني: 152 ح 10 باسناده عن عبدالرحمن بن أبي نجران باختلاف.
وفي إثبات الهداة: 3 / 444 ح 24 عن كتابنا هذا وعن الكافي: 1 / 336 ح 3 بإسناده عن ابن أبي نجران مثله.
وأخرجه في البحار: 51 / 147 ح 18 عن غيبة النعماني: 151 ح 9 نحوه.
وفي إثبات الهداة: 3 / 473 ح 154 وص 719 ح 16 عن الكمال.
وفي مستدرك الوسائل: 12 / 285 ح 12 عن إثبات الوصية: 224 - باسناده عن المفضل بن عمر باختلاف - وح 13 عن هداية الحضيني: 87.
ورواه في دلائل الامامة: 291 باسناده عن ابن أبي نجران باختلاف يسير وفي تقريب المعارف: 189 عن المفضل صدره باختلاف يسير.
وفي الكافي: 1 / 338 ح 11 نحوه.
ورواه في غيبة النعماني: 153 ذح 10 عن محمد بن يعقوب.
(*)

[339]


286 - وروى محمد بن جعفر الاسدي، عن أبي سعيد الادمي(1)، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم وأبي بصير قالا: سمعنا أبا عبدالله عليه السلام يقول: لا يكون هذا الامر حتى يذهب ثلثا الناس، فقلنا إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى؟ فقال: أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي؟(2).
287 - وروي عن جابر الجعفي قال: قلت لابي جعفر عليه السلام متى يكون فرجكم؟ فقال: هيهات هيهات لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا ثم تغربلوا، يقولها ثلاثا، حتى يذهب(الله تعالى)(3) الكدر ويبقى الصفو(4).
288 - وروى محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: [والله](5) لتمحصن(6) يا معشر الشيعة شيعة آل محمد كمخيض(7) الكحل في العين، لان صاحب الكحل يعلم متى يقع في العين ولا يعلم متى يذهب، فيصبح أحدكم وهو يرى أنه على شريعة من أمرنا

___________________________________
(1) هو سهل بن زياد الآدمي.
(2) عنه البحار: 52 / 113 ح 27 وإثبات الهداة: 3 / 510 ح 331 ومنتخب الاثر: 452 ح 1.
وأخرجه في البحار المذكور ص 207 ح 44 والاثبات: 3 / 724 ح 38 عن كمال الدين: 655 ح 29 باسناده عن ابن أبي عمير باختلاف يسير.
وفي حلية الابرار: 2 / 682 عن ابن بابويه.
وأورده في العدد القوية، 66 ح 97 مرسلا باختلاف يسير.
(3) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(4) عنه البحار: 52 / 113 ح 28 وإثبات الهداة: 3 / 510 ح 332 ومنتخب الاثر: 315 ح 5.
(5) من نسختي " ف، أ ".
(6) في البحار: لتمخضن.
(7) في البحار: محص الذهب أخلصه مما يشوبه والتمحيص الاختبار والابتلاء ومخض - بالخاء والضاد المعجمتين -اللبن أخذ زبده فلعله عليه السلام شبه ما يبقى من الكحل في العين باللبن الذي يمخض، لانها تقذفه شيئا فشيئا، وفي رواية النعماني(رحمه الله) تمحيص الكحل " انتهى ".
(*)

[340]


فيمسي وقد خرج منها، ويمسي وهو على شريعة من أمرنا فيصبح وقد خرج منها(1).
289 - وعنه، عن أبيه، عن أيوب بن نوح، عن العباس بن عامر، عن الربيع بن محمد المسلي(2) قال: قال(لي)(3) أبوعبدالله عليه السلام: والله لتكسرن كسر الزجاج وإن الزجاج يعاد فيعود كما كان، والله لتكسرن كسر الفخار، وإن الفخار لا يعود كما كان،(والله لتميزن)(4) والله لتمحصن والله لتغربلن كما يغربل الزؤان(5) من القمح(6).
290 - وروى جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن إسحاق بن محمد، عن أبي هاشم، عن فرات بن أحنف(7) قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام وذكر

___________________________________
(1) عنه البحار: 52 / 101 ح 2 وعن غيبة النعماني: 206 ح 12 باسناده عن حماد بن عيسى باختلاف.
(2) قال النجاشي: ربيع بن محمد بن عمر بن حسان الاصم ومسيلة قبيلة من مذحج وهي مسيلمة بن عامر بن عمرو بن علة بن خالد بن مالك بن أدد، روى عن أبي عبدالله عليه السلام، ذكره أصحاب الرجال في كتبهم.
(3) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(4) ليس في البحار.
(5) الزؤان مثلثة ما يخالط البر من الحبوب، الواحدة زؤانة.
قال في أقرب الموارد: وهو في المشهور يختص بنبات حبه كحب الحنطة إلا أنه صغير، إذا أكل يحدث استرخاء يجلب النوم وهو ينبت غالبا بين الحنطة.
(6) عنه البحار: 52 / 101 ح 3 ومنتخب الاثر: 315 ح 6.
ورواه النعماني في غيبته: 207 ح 13 - باسناده عن العباس بن عامر، عن ربيع بن محمد المسلمي - من بني مسيلمة - عن مهزم بن أبي بردة الاسدي وغيره، عن الصادق عليه السلام باختلاف في آخره.
(7) في الكمال ص 302 عن فرات بن أحنف، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن علي عليه السلام، وهو الصحيح لان الراوي عن الاصبغ هو ابن طريف، وفيه أيضا بسند آخر عن فرات بن أحنف، عن ابن نباتة.
وفي النعماني: باسناده عن فرات بن أحنف، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام، عن علي عليه السلام.
(*)

[341]


القائم عليه السلام فقال: ليغيبن عنهم حتى يقول الجاهل ما لله في آل محمد حاجة(1).
291 - عنه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم، عن عبدالرحمن بن سيابة(2)، عن عمران بن ميثم(3)، عن عباية بن ربعي الاسدي(4) قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: [كيف](5) أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولا علم يرى يبرأ بعضكم من بعض(6).
292 - وقد روي(عن)(7) علي بن يقطين قال: قال لي أبوالحسن عليه السلام: يا علي(إن)(8) الشيعة تربى بالاماني منذ مائتي سنة(9).

___________________________________
(1) عنه البحار: 52 / 101 ح 1 وإثبات الهداة: 3 / 510 ح 333 وأخرجه في البحار: 51 / 119 ح 19 والاثبات المذكور ص 463 ح 110 وص 464 ح 116 وإعلام الورى: 400 عن كمال الدين: 302 ح 9 - باسناده عن جعفر بن محمد بن مالك وص 303 ح 15 - باسناده عن إسحاق بن محمد الصيرفي [عن هشام] عن فرات بن أحنف، عن الاصبغ بن نباتة، عنه عليه السلام باختلاف يسير.
وفي البحار: 51 / 112 ذح 7 عن غيبة النعماني: 140 ذح 1 ورواه في دلائل الامامة: 293 - باسناده عن أبي هاشم باختلاف يسير.
وفي إثبات الوصية: 224 باسناده عن إبراهيم بن هاشم مثله.
وفي تقريب المعارف: 189 عن فرات بن أحنف.
(2) عده الشيخ والبرقي في رجاليهما من أصحاب الصادق عليه السلام قائلا: عبدالرحمن بن سيابة الكوفي البجلي البزار، مولى بياع السابري.
(3) قال النجاشي: عمران ين ميثم بن يحيى الاسدي، مولى ثقة، روى عن أبي عبدالله وأبي جعفر عليهما السلام.
(4) عده الشيخ في رجاله من أصحاب الحسن عليه السلام قائلا: عباية بن عمرو بن ربعي.
وعده البرقي في رجاله من خواص أصحاب علي عليه السلام.
(5) من نسخة " ف ".
(6) عنه البحار: 51 / 111 ح 5 وإثبات الهداة: 3 / 510 ح 334.
(7، 8) ليس في نسخ " أ، ف، م ".
(9) قوله: " تربى بالاماني منذ مائتي سنة " أي يربيهم ويصلحهم أئمتهم عليهم السلام بأن يمنوهم تعجيل الفرج، وقرب ظهور الحق لئلا يرتدوا وييأسوا. والمائتان مبني على ما هو المقرر عند المنجمين والمحاسبين من إتمام الكسور - إن كانت أكثر من النصف - وإسقاطها - إن كانت أقل منه - وإنما قلنا ذلك لان صدور الخبر إن كان في أواخر حياة الكاظم عليه السلام كان أنقص من المأتين بكثير إذ وفاته عليه السلام كانت في سنة ثلاث وثمانين ومائة، فكيف إذا كان قبل ذلك فذكر المائتين بعد المائة المكسورة صحيحة لتجاوز النصف، كذا خطر بالبال.
وبدا لي وجه آخر أيضا وهو أن يكون إبتداؤهما من أول البعثة فإن من هذا الزمان شرع بالاخبار بالائمة عليهم السلام ومدة ظهورهم وخفائهم، فيكون على بعض التقادير قريبا من المائتين، ولو كان كسر قليل في العشر الاخير يتم على القاعدة السالفة.
ووجه ثالث وهو أن يكون المراد التربية في الزمان السابق واللاحق معا، ولذا أتى بالمضارع، ويكون الابتداء من الهجرة، فينتهي إلى ظهور أمر الرضا عليه السلام وولاية عهده، وضرب الدنانير باسمه، فإنها كانت في سنة المائتين.
ووجه رابع وهو أن يكون " تربى " على الوجه المذكور في الثالث شاملا للماضي والآتي، لكن يكون إبتداء التربية بعد شهادة الحسين عليه السلام، فإنها كانت الطامة الكبرى، وعندها احتاجت الشيعة إلى أن تربى، لئلا يزلوا فيها، وانتهاء المائتين أول إمامة القائم عليه السلام وهذا مطابق للمائتين بلا كسر.
وإنما وقتت التربية والتنمية بذلك، لانهم لا يرون بعد ذلك إماما يمنيهم.
وأيضا بعد علمهم بوجود المهدي عليه السلام يقوى رجاؤهم، فهم مترقبون بظهوره لئلا يحتاجون إلى التنمية، ولعل هذا أحسن الوجوه التي خطر جميعها بالبال، والله أعلم بحقيقة الحال.

[342]


وقال يقطين(1) لابنه علي، ما بالنا قيل لنا فكان وقيل لكم فلم يكن؟ فقال له علي: إن الذي قيل لكم ولنا من مخرج واحد غير أن أمركم حضركم فأعطيتم محضه، وكان(2) كما قيل لكم، وإن أمرنا لم يحضر فعللنا بالاماني.
ولو قيل [لنا](3) إن هذا الامر لا يكون إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب ولرجعت(4) عامة الناس عن الاسلام، ولكن قالوا: ما أسرعه وما

___________________________________
(1) يقطين كان من أتباع بني العباس، فقال لابنه علي - الذي كان من خواص الكاظم عليه السلام - ما بالنا وعدنا دولة بني العباس على لسان الرسول والائمة صلوات الله عليهم فظهر ما قالوا، ووعدوا وأخبروا بظهور دولة أئمتكم فلم يحصل؟ والجواب متين ظاهر مأخوذ عن الامام عليه السلام.
(2) في نسخ " أ، ف، م " فكان.
(3) من البحار ونسخ " أ، ف، م ".
(4) في نسخة " ف " ولرجع وكذا في نسختي " أ، م ".
(*)

[343]


أقربه؟ تألفا لقلوب الناس وتقريبا للفرج(1).
293 - وروى الشلمغاني في كتاب الاوصياء: أبوجعفر المروزي قال: خرج جعفر بن محمد بن عمر [و](2) وجماعة إلى العسكر(3) ورأوا أيام أبي محمد عليه السلام في الحياة، وفيهم علي بن أحمد بن طنين(4)، فكتب جعفر بن محمد بن عمر [و](5) يستأذن في الدخول إلى القبر(6) فقال له علي بن أحمد: لا تكتب إسمي فإني لا أستأذن، فلم يكتب إسمه، فخرج إلى جعفر.
" أدخل أنت ومن لم يستأذن "(7).

___________________________________
(1) عنه البحار: 52 / 102 ح 4 وعن غيبة النعماني: 295 ح 14 نقلا من الكافي: 1 / 369 ح 6 - باسناده عن علي بن يقطين.
(2) من نسخة " ف ".
(3) العسكر: إسم قرية أو محلة في سامراء للامام علي النقي والحسن العسكري عليهما السلام.
(4) في نسخ " أ، ف، م " ظنين.
(5) من نسخ " أ، ف، م ".
(6) المراد بالقبر هي المقبرة المطهرة للامامين العسكريين عليهما السلام.
(7) عنه البحار: 51 / 293 ح 2 وتبصرة الولي: ح 79.
وفي إثبات الهداة: 3 / 676 ح 67 عنه وعن كمال الدين: 498 ح 21 باسناده عن أبي جعفر المروزي عن جعفر بن عمرو نحوه.
وأخرجه في البحار المذكور ص 334 ذح 58 عن الكمال.
وأورده في الخرائج: 3 / 1131 ح 50 عن جعفر بن عمرو كما في الكمال.
(*)

العودة للصفحة الرئيسية