إمكان ظهور الإمام بحيث لا يمسّه الظلم
فإن قيل: إنْ كان خوف ضرر الأعداء هو الموجب للغيبة، أفلا
أظهره الله تعالى (في السحاب وبحيث لا تصل إليه أيدي أعدائه فيجمع
الظهور)(85) والأمان من الضرر؟!
قلنا: هذا سؤال من لا يفكّر فيما يورده؛ لأنّ الحاجة من العباد إنّما
تتعلّق بأمام يتولّى عقاب جناتهم، وقسمة أموالهم، وسدّ ثغورهم، ويباشر
تدبير أُمورهم، ويكون بحيث يحلّ ويعقد، ويرفع ويضع، وهذا لا يتمّ إلاّ
____________
(85) ما بين القوسين سقط من «أ».
(58)
مع المخالطة والملابسة.
فإذا جُعل بحيث لا وصول إليه ارتفعت جهة الحاجة إليه، فصار
ظهوره للعين كظهور النجوم الذي لا يسدّ منّا خللاً ولا يرفع زللاً، ومن
احتاج في الغَيْبة إلى مثل هذا السؤال فقد أفلس ولم تبقّ فيه مسكة(86).
____________
(86) في «أ»: مسألة.
والمسكة: أيُّ شيء يتمسّك به في الجدل.